قد يشعر بعض القارئين لطريقة اعداد وطبخ لحم الضب بعدم التقبل لهذه الوجبة، خاصة للذين لم يتذوقوا لحم الضب من قبل وكون أن الوجبة متعلقة بحيوان صحراوي لا يحمل أي شيء من مقومات الجمال فكيف وهو يرقد على أعلى وجبة يفضلها الكثيرون.
لكن في المقابل يرى محبو لحم الضب أنها من أجمل الأطباق التي تناولوها على مدار حياتهم وان طعمها المتميز يبقى في الذاكرة ويحاول اعادة التجربة اذا توفرت الفرصة لذلك.
والضب حيوان من الزواحف، جسمه قصير وغليظ، يتميز بأطراف تشبه أطراف الإنسان، لونه يميل للرمادي أو البني ويتخلله لون أصفر على جهة الظهر منه، ذيله مزود بحلقات شوكية للدفاع عن نفسه إذا تعرض للخطر، وهو حيوان نباتي التغذية لا يشرب الماء إلا نادرًا جدًا، لأنه يستفيد من الماء الموجود في النباتات التي يتغذى عليها، ويعد مصدرًا للبروتين الحيواني لسكان البادية.
وتعتبر كبسة الضب من أكثر الوجبات الغنية بالدهون والبروتينات وذكر موقع البيطرة العربية ان القيمة الغذائية للحم الضب تختلف حسب الفترة الزمنية لصيده. فمثلا تزداد كمية الدهون في بداية موسم الصيد (بعد البيات الشتوي) وتقل في فصل الربيع وبداية الصيف.
وعادة ما يعبر عن الدهون والبروتينات بمسمى المواد الصلبة في لحم الضب، وعليه فإن نسبة هذه المواد تزيد في بداية الموسم وهذا يعني أن السعرات الحرارية التي يزودنا بها لحم الضب في بداية الموسم تكون أكثر من نهايته.
وإذا أردنا مقارنة نسبة المواد الصلبة للحم الضب مع بقية أنواع لحوم الحيوانات الأخرى نجد أنها قريبة فيما بينها باستثناء الأغنام، حيث تكون نسبة المواد الصلبة أعلى من بقية الحيوانات، كذلك فإن نسبة الدهون في لحم الضب تعتبر أقل بكثير (حوالي النصف) من نسبة الدهون في بقية لحوم الحيوانات الأخرى ولكن مشكلتها هي ارتفاع نسبة الكوليسترول.
فقد وجد أن نسبة الكوليسترول في دهن الضب أكثر من ضعفي الكمية الموجودة في لحم الخروف النجدي فقد بلغت كمية الكوليسترول في دهن الضب 483 مليجراما في كل 100 جرام دهن أما في الذيل (العكرة) فقد وصلت إلى 449 مليجراما لكل 100 جرام دهن. في حين أن دهن الخراف النجدية بها 183 مليجراما فقط لكل 100جرام دهن.
ويحذر كثير من الأطباء من اكل شحوم الأغنام لاحتوائها على الكوليسترول.. فكم ستزودنا كبسة (العكرة) من الكوليسترول.
لحم الضب غني بالبروتينات وكميته مساوية لكمية البروتينات في بقية لحوم الحيوانات الأخرى وهو كامل ويحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاج إليها الجسم وهي كافية لتغذية الأطفال والكبار على حد سواء كما أنها متماشية مع توصيات المنظمات العالمية مثل منظمة الصحة العالمية والفاو.
وعلى الرغم ما يحمله الضب من مواد دهنية عاليه وبروتين مرتفع الا ان نسبة كبيرة ممن يرتادون المناطق الصحراوية يفضلون اكله ويقومون برحلات برية خاصة لاقتناصه وصيده والبحث عنه في الجحور والبراري وبالتالي التمتع بأكله خلال رحلتهم.
وتطبخ كبسة الضب مثل الكبسات الخليجية المعروفة لكنه يختلف عنها في طريقة تنظيفه وسلخ جلده وتصفية الدماء المتبقي قبل عملية الطهي.
فبعد صيده وسلخ الجلد يتم تقطيعه على شكل قطع متساوية مع الاهتمام بالذيل (العكرة) الذي يعطي للوجبة طعما مختلفا، ثم يغسل ويصفى من الدم ثم يتم وضعه في اناء الطبخ بعد اضافة الماء الساخن عليه لسلقه مع اضافة البهارات عليه ويترك حتى يغلي لمدة ربع ساعة وبعدها يجهز الاناء الخاص بطبخ الكبسة حيث يوضع البصل والثوم والفلفل الاسود والليمون الناشف بعد تحريكها لمدة خمس دقائق بعدها توضع عليها قطع الضب المسلوقة «نصف سلق».
ويتم تحريكها الى ان يتغير لونه قليلا الى الاحمرار اذا تحمر لحم الضب نضع الماء المغلي عليه ويترك حتى يستوي اللحم بعد وضع اعواد الدارسين وبعد ان يستوي اللحم يوضع عليه الأرز بعد غسله حتى ينضج ثم يصب في صحن التقديم بعد تزيين الأرز بقطع اللحم مع الفلفل الاخضر وقطع الليمون الناشف.
الكاتب: سوسن الحميدان
المصدر: موقع جريدة الشرق الأوسط